الأربعاء، 20 يوليو 2011

الدون عزيز: حربنا الخاسرة



هي في الواقع ليست حربنا، لا بد من قول ذلك، والأسباب أن أحدا لم يعد إلينا، ولا حتى إلى البرلمان، ليسأل: أنخوض هذه الحرب أم أنه لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ ليست حربنا مرة أخرى لأن بإمكاننا أن نتجنبها، أو على الأقل بإمكاننا تأجيلها حتى تصبح من أجلنا، حتى تكون ناصعة بيّنة لا تشوبها شائبة الارتزاق ولا تهمة الحرب بالوكالة.
لكنها أيضا حربنا، نعم حربنا التي نضيف لأنفسنا لنصفها عن مضض بالخاسرة. حربنا التي تخاض باسمنا [ أكان ذلك برغبتنا أو من دونها]، والتي ندفع في النهاية ضريبتها من دماء أبنائنا المرابطين على الحدود. الحرب التي نصطف فيها وراء الدون عزيز، وقد وجد طريقا إليها عبر تمسكه بهذا المصطلح حتى في السياسة.
الطرق في فلسفة هذا الرجل هاجس لا يفارقه، وعلى مسؤولية التلفزة الموريتانية: "فإن طريق كنكوصه ـ كيفة الذي دشن أخيراً [وقس على ذلك] يندرج في إطار قناعة الرئيس بأن الطرق هي الركيزة الأساسية لتنمية البلد" أو كما قال. والدون عزيز، يبدو في تذليله الطريق إلى الحرب حتى على أرض دولة أخرى كمالي المجاورة، كمن يستعير من المشاريع الإنشائية ذات الصلة بالبنية التحتية للمضي في مشاريع تدميرية. ونفس الشيء يمكن قوله عن تمديده لـــ"لحرب على الفساد والمفسدين" كما يسمّي حتى تطال الحرب التي تشتعل فيها النيران وينطلق الرصاص لا مجرد الكلمات ولهيب الألسنة.
ثنائية الحرب والطرق التي تمتزج في عقل هذا الفارس القروسطي، تدعو للقول بأنه ربما لا يعي أن الطرق التي قد تكون فعلا مطية للتنمية، منها ما يقود إلى الحجيم. والحرب التي تعلن على الفساد لا مانع، في عالم الأشياء المقلوبة، من أن يقودها مفسدون ولكن لا يشعرون.

0 التعليقات:

إرسال تعليق