عن شبح المجاعة الحاضر...
1 حياة الصورة: سلسلة تدوينات من وحي الصور
هذه الصورة الحائزة على جائزة بوليتزر أخذت سنة 1994 إبان المجاعة التي ضربت السودان، وهي لطفلة تحبو إلى مخيم للأمم المتحدة يبعد كيلومترا. وفي رواية: فإن أهلها في هذه اللحظات كانوا قد ذهبوا للحصول على الغذاء من طائرة تابعة للأمم المتحدة هبطت غير بعيد وكان المصور أحد ركابها. إلى جانب الطفلة هناك النسر الذي ينتظرها حتى تموت ليأكلها. إنها صورة من النوع الذي صدم العالم، فلا أحد يعرف ماذا حدث للصغيرة بما في ذلك المصور كيفن كارتر الذي ترك المكان وقتا قصيرا بعيد التقاط الصورة. وبعد ثلاثة أشهر انتحر بسبب الإكتئاب.
تلك قصة الصورة، أما حديث الساعة فهو عن شبح مجاعة يطل برأسه على القرن الإفريقي. فهل ننتظر صورا مماثلة حتى يفعل العالم شيئا لأجل هؤلاء الذين بدأت وسائل الإعلام فعلا في نقل صورة مؤلمة لهم. هل ستظل هذه المآسي تتكرر والمجتمع العالمي أعمى، جاهل لا يأخذ درسا ولا ينتفع به.
الواضع الراهن في الصومال خاصة، بالإضافة لكينيا وبلدان أخرى في تلك المنطقة، هو مشهد كارثي من الجفاف والمجاعة التي تحصد البشر وكلّ شيء حيٍّ. وإذا لم يكن ضمير العالم يقظا وإحساسه بإنسانيته حاضرا والتزامه بما تمليه شرائعه المختلفة قائما، فإن مصيرا مشابها لما قاد إلى إنتاج الصورة أعلاه سيعود مجدداُ. وللأسف فإن بوادر تكرار ما حدث سابقا في مناطق شتى من إفريقيا تلوح في الأفق: فبعض المراقبين يروون أنهم شاهدوا أطفالا في سن الرابعة في حين أنهم يبدون وكأن أعمارهم لا تتجاوز أشهراُ نتيجة سوء التغذية.
النساء والرجال، إنما الأطفال بشكل خاص، يموتون أمام أعين الكاميرات وعلى الشاشات والمتفرجون من كل أنحاء الكرة الأرضية: بمن في ذلك قاطنو القصور ومنهم من يرمي سلال الطعام في سلات المهملات. إن الموت جوعا في إفريقيا، وثيقة مضادة تقدم شهادة تشكك إلى أقصى حد في الحضارة البشرية ومجمل التقدم الذي حققته.
الواضع الراهن في الصومال خاصة، بالإضافة لكينيا وبلدان أخرى في تلك المنطقة، هو مشهد كارثي من الجفاف والمجاعة التي تحصد البشر وكلّ شيء حيٍّ. وإذا لم يكن ضمير العالم يقظا وإحساسه بإنسانيته حاضرا والتزامه بما تمليه شرائعه المختلفة قائما، فإن مصيرا مشابها لما قاد إلى إنتاج الصورة أعلاه سيعود مجدداُ. وللأسف فإن بوادر تكرار ما حدث سابقا في مناطق شتى من إفريقيا تلوح في الأفق: فبعض المراقبين يروون أنهم شاهدوا أطفالا في سن الرابعة في حين أنهم يبدون وكأن أعمارهم لا تتجاوز أشهراُ نتيجة سوء التغذية.
النساء والرجال، إنما الأطفال بشكل خاص، يموتون أمام أعين الكاميرات وعلى الشاشات والمتفرجون من كل أنحاء الكرة الأرضية: بمن في ذلك قاطنو القصور ومنهم من يرمي سلال الطعام في سلات المهملات. إن الموت جوعا في إفريقيا، وثيقة مضادة تقدم شهادة تشكك إلى أقصى حد في الحضارة البشرية ومجمل التقدم الذي حققته.